من هنا يبدأ التغير ..

40kifaia_thumb1

أستيقظ كلَّ صَباح / على مصائب متوالية يعاني منها البلاد والعباد ،،
فـ أشعر بعجز شديد و إحباط وضعف مُرِيع ،،

فــ وطني يعاني من أزمات مُستمرة من / غيابٍ للعدالة وسيادة للظلم
و إنتشار البطالة ، والحِرمَان ، والنهب و موتى الطرقات والإهمال  ،، 
والمشردون ، وأطفال الشوارع ، وسرقة المحتاجين ، و الرشوة ،
و تعطيل المصالح والذل والهوان بأقصى وأبشع الصور،
والأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً ،،وأزمات أخرى كثيرة  لا تنتهي …… !!

والناس كل ما تفعله حيال ذلك يصرخون ليل نهار مطالبين بالتغير برفع الشعارات والهتافات أو عمل الاضرابات ،،

ولكن هل فكرنا جدِّياً وأعدنا النظر حول التغير الذي نطالب به ، وكيف نحصل عليه ونحن قد نشترك في بعض تلك الأزمات ،،

هل مجرد الهتافات ورفع الشعارات كفيلة بأن تُحدث التغير الذي نطالب به أو نطمح إليه ،، ونحن أبعد ما يكون عن إصلاح أنفسنا ،،

عن نفسي لن أكتفي بتلك الأفعل كهؤلاء الذين يرفعون الشعارات وترتفع أصواتهم هاتفه ومنددة بالفساد وتدعوا للتغير ،،
لأني هذه الطريقة قد ترهق النفس والعقل أكثر من أن تفيد ،،

فلن أكتفي بأن أرفع  شعاراً أو أن أجول في الطرقات أو أهتف بأعلى صوت مطالبة بالعدالة و نحن أبعد ما يكون عن تطبيقها على من حولنا ..

أما هؤلاء المفسدين والعابثين في الوطن ،، 
فليملئِوا بطونهم بالسرقة والوقت كفيل جداً بأن يقضي عليهم و يُزيلهم ،،
فــ الله عز وجل  يمهلهم ويملي لهم : 
"فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ"

وكذلك لن أقف كمتفرج أو أجعل هذه الأزمات تكبلني بسلال غلاظ تمنعني من التحرك أو أن أسعى للتغير للأفضل ،،

ولكن قررت أن أُفجر في داخلي حياة من جديد  " أنا من سيتغير "
وسيكون ذلك شعاري ،، نعم أريد التغير إذا أنا الذي سأتغيـــر ،،

أتعلمون ماذا سأصنع إذاً    / سأذهب الى غرفتي سأُخِرجُ دفتراً  صغير
و سأدون / سأدون فيه من أنا ؟ ، ما الشيء الايجابي الذي صنعته حتى الآن ؟
لـِ أستحق أن أعيش كما أريد أو على الأقل كإنسان ،،  
سأكتب إيجابياتي و سلبياتي .. 
سأقرر من الآن أني أنا الذي يجب أن يـــتغير ،، !!

علي أن أيقظ فكري ، أن أحيي ضميري سأبدأ برحلة تأديبية و إصلاح لنفسي..
سأقوم بتغير نفسي و لو كانت البداية  بمجرد كنس الاتربة المتراكمة  من أمام منزلي كل صباح ..

سأنحني لأزيل الأذى عن الطريق " لن أخجل من ذلك أبداً "

سأحترم معلمي وأستاذي في الجامعة .. سأصون لساني ،، "سأوقر الكبير وأعطف على الصغير . "

سألتزم بالقوانين و إن كان يخالفها كل الناس من /
ربط حزام الأمان ، عدم تخطي الاشارة أو التعدى على أحد في الطريق ، أو التحدث في المحمول أثناء القيادة "

لن أجعل جهاز المحمول يصدر أصوات صارخة تزعج من حولي سواء كان ذلك في الأمكان العامة أو الخاصة ..

لن أكثر الثرثرة بدون فائدة فذلك وقت ضائع سأستثمره في شيء أفضل .

سأجعل محصلة وقت فراغي من الآن صفر / فكل ثانية في حياتي لها فائدة لي أو لمن حولي … "

فرغم أننا بشر ومشتركون في أشياء كثيرة إلا أنني شخص فريد من نوعي
فلي من الشخصية والمواهب والقدرات التى تجعلني مختلف عن أي شخص أخر ،فلا الدنيا أتت بأحد مثلي من قبل ولا ستأتي بعد ذلك " ولا يوجد هناك شيء يسمى بطالة فنحن من ابتدعنا هذه الكلمة ،،

سأنصح و أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر حتى لو كلفني ذلك إدعائهم علي أني أتدخل في شأن لا يخصني ،، وذلك تطبيقاً للحديث الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ، ثم لتدعنه ، فلا يستجاب لكم ”

لن أكترث أو التفت لمن يرمني بالسباب والشتم ليل نهار لأنني ببساطة لا أملك الوقت لأهدره مع هؤلاء .. يكفي أن أرضي ربي وضميري هذا ما أريده وأطمح اليه .

سآخذ دوري و سأنتظر باحترام في أي طابور يكتظ بالناس ولن أجعل الرشوة تحل تلك المشكلة أو توصية ،

لن أحمل تلك البغضاء والحسد والغيرة لأنها تبدد السلام و الاستقرار في نفسي   ..

سأحب للآخرين ما أحبهُ لنفسي وأكثر ، وسأسعد أكثر حينما أنشر السعادة بين الناس حتى لو لم أستفيد أنا شخصياً بذلك .. و رحم الله محمد الغزالي حينما قال / " بئس الرجل  يعيش لنفسه وحسب, لا يهتم إلا لمآربه, ولا يغنم إلا لمتاعبه, ولا يعرف إلا من يقرب له مصلحه, ولا يجفو إلا من لا حاجه له عنده "

سأخلو بربي ليلاً لأصلي وابتهل إليه  تعالى أن يصلح حالي ويحسن خُلُقِ كما حَسن خَلِقِي ،، وأن يصلح حال أسرتي و حال المجتمع والأمة بأجمعها ،، سأدعو لهم كما أدعو لنفسي ،،

أنا إذا الذي  "سـأتغير " ..

سأروض نفسي على كل حسن .. ولو كان ذلك شاق علي ..

إذا أردنا تغير حقيقياً فعلينا أن نبدأ  بـ  أنفسنا
[ فذلك كفيل بأن يجعل التغير يأتي من ذاته ] ..

سأغير نفسي بعيدًا قليلًا عن المطالبة بالتغير بـ الهتافات أو رفع الشعارات ،، لان هذه الطريقة تبدو غير نافعة، ولم تأتي بنتائج مثمرة حتى الآن..!!
و أعلم يقيناً بأن ذلك كفيل بأن يحقق التغير من تلقاء نفسه ،،
فالله وعدنا بذلكَ فقال سبحانه : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
وقال جل في علاه : " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" ،،

فيا من أردا التغير و إصلاحاً حقيقياً  فلتبدأ بنفسك أولاً  ..

أضف تعليق